الأمير الجزء الثالث

الأمير - رواية رومانسية - بقلم وليد توفيق

لثوان ظلت ( أحلام ) ترتعش رعبا وهى مغلقة العينين فى خوف…قبل أن تنطلق الرصاصة…ويعم الهدوء التام المكان و…..
” هل أنتى بخير… ”
لم تصدق ( أحلام ) أذنيها للحظات, قبل أن تفتح عينيها وهى لازالت ترتعش رعبا, لتجد أمامها ما أذهلها أكثر…
كان أمامها شاب قوى البنية…وسيم الملامح…يرتى حلة سوداء أنيقة ورابطة عنق حمراء..و ينظر إليها بعينين زرقاوتان يطل منهما حنانا كبيرا…كان المشهد كله لايناسب الموقف, قبل أن تخفض نظرها إلى أسفل, حيث يده ومسدسه الذى مازالت تنبعث الأدخنة من مقدمته…واستوعبت المشهد دفعة واحدة لتنظر إلى الرجل الضخم لتجده ملقى أرضا صريعا والدم يحيط به..
صرخت ( أحلام ) فى قوة وغطت وجهها بكفيها فى رعب…قبل أن يقترب منها الشاب ويقول وهو يمد يده ليربت على كتفها:
” أنتى فى أمان الأن…..”
صرخت (أحلام) مرة أخرى فى رعب عندما لمست يده كتفها وتراجعت فى خوف…كان واضحا أن حالة الرعب لازالت تسيطر عليها مما رأت…فتراجع الشاب بدوره ودس مسدسه فى حزامه وهو يقول فى هدوء مطمأنا لها:
” أطمأنى..أنا لست لصا…”
قالها وهو يخرج من جيبه بطاقة خاصة بدا عليها شعار الشرطة وهو يتابع:
” أنا مهند جلال…ضابط شرطة من هيئة مكافحة المخدرات…كنت أراقب هذا المهرب الخطير وألاحقه قبل أن ينحرف ورائكم وحدث كل ماحدث, والحمد لله لقد كتب لكم عمرا جديدا فهذا المجرم لم يكن ليتوانى لحظة عن قتلكم… ”
نظرت إليه ( أحلام ) وهى تحاول التحقق بنظرها من بطاقته, قبل أن تقول فى بطئ وقد تلاشى رعبها قليلا:
” ولكنك…ولكنك قتلته! لماذا؟ كان يمكنك ضربه فى يده أوقدميه أو…..”
قاطعها ( مهند ) وهو يتجه نحوها فى هدوء:
” لم يكن ذلك ممكنا, لأنه كان يصوب مسدسه إليك مباشرة, وأى خطأ كان سيودى بحياتك, كما أن هذا المجرم عليه عدة أحكام بالإعدام لذا لن تكون المشكلة كبيرة وقتله يقع ضمن مهامى من المحافظى على سلامة المدنيين…”
كان قد وصل إلى حيث ترقد ( هيام ) فاقدة الوعى وانحنى وأمسك بيدها يفحص نبضها, قبل أن ينظر إلى ( أحلام ) ويبتسم قائلا بنفس الهدوء:
” هل معكى أى عطر هنا؟ ”
نظرت إليه ( أحلام ) فى دهشة, كانت ابتسامته عذبة حنونة أنستها حساسية الموقف, ونظرة عيناه تشعر بالأمان على عكس الموقف تماما..سرحت لحظات فى عينيه وابتسامته قبل أن تفيق من دهشتها وتسأل فى ارتباك:
” ماذا ؟ ”
اتسعت ابتسامته وهو يكرر فى هدوء:
” عطر…هل معكى عطر هنا…؟ ”
” نعم! معى واحدة فى السيارة! ” قالتها وجرت من أمامه وكأنها تهرب من تأثير عينيه وابتسامته عليها وفتحت السيارة لتلتقط زجاجة عطرها فى سرعة وتعود إلى حيث ( مهند ) الذى التقط منها الزجاجة, وفتحها, ليقرب فوهتها من أنف ( هيام )…مرت عدة ثوانى قبل أن تبدأ ( هيام ) فى فتح عينيها فى بطأ, لتجد ( مهند ) و ( أحلام ) فى مواجهتها ووجدت ( مهند ) وهو يرفع بطاقته الخاصة أمام عينيها قائلا بإبتسامة:
” ضابط شرطة, قبل أن تتخيلى أى خيالات أو تصرخى مثلما فعلت صديقتك… ”
اعتدلت ( هيام ) وساعدتها ( أحلام ) على النهوض وهى تسأل فى قلق:
” ( هيام ) هل أنتى بخير؟ ”
أجابتها ( هيام ) وهى تعتدل و تنفض الغبار عن ملابسها:
” نعم, أنا بخير, ماذا حدث يا ( أحلام ), هل….”
قطعت حديثها وهى تنظر إلى جثة الرجل الملقاة أرضا قبل أن تنقل نظرها إلى ( مهند ) وتسأله فى خوف:
” هل…هل قتلته؟! ”
ابتسم ( مهند ) لسؤالها قبل أن يشير بيديه قائلا:
” لقد كتب لكم عمرا جديدا…على كل حال, لابد أن تغادروا المكان فورا فوجودكم أمام الجثة سيزيد توتركم, كان يجب أن تظلو هنا حتى أنتهى من الإجرائات وأتصل بالمعمل الجنائى, وتذهبو معى للقسم للإدلاء بشهادتكم, ولكنى نظرا لحالتكم والصدمة التى تعرضتم لها سأكتفى بأخذ بطاقات الهوية الخاصة بكم وسأكمل الإجرائات فيما بعد…”
كانت ( أحلام ) تنظر إلي عينيه وابتسامته العذبة فى نفس الدهشة فيما أخرجت ( هيام ) بطاقة هويتها وناولته اياها قائلة:
” نشكر لك ذلك جدا ”
نظرت إلى ( أحلام ) لتجدها مازالت تحدق فى وجه ( مهند ) فربتت على كتفها قائلة فى دهشة:
” ( أحلام ) هل أنتى بخير؟ ”
أفاقت أحلام من شرودها ونظرت فى دهشة مماثلة إلى ( هيام ) وكأنها تلاحظ وجودها لأول مرة قبل أن تجيبها فى تلعثم:
” نعم…نعم…بخير…أنا بخير يا ( هيام ) ”
ابتسم ( مهند ) وهو يقول:
” بطاقة هويتك من فضلك يا أنسة ( أحلام )…إذا كنتى أنسة…”
ابتسمت ( أحلام ) فى خجل وهى تخرج بطاقتها وتعطيها له:
” نعم, أنسة…تفضل ”
تفحص ( مهند ) بطاقتها للحظة قبل أن يشير إلى السيارة الخاصة بهم قائلا:
” حسنا, هل ستستطيعون قيادة السيارة فى حالتكم هذه أم…..”
قاطعته (هيام ) قائلة:
” أنا التى أقود, لاتقلق, فقدانى الوعى أنقذنى من كل ذلك الرعب الذى لاقته ( أحلام ) لذلك هى متوترة الأن, وسنكون بخير عندما نصل إلى المنزل…”
ابتسم ( مهند ) وهو يقول :
” حسنا يمكنكم الذهاب الأن, وسأقوم بإتخاذ الإجرائات اللازمة واستدعائكم عندما يستدعى الأمر ذلك…وأسف جدا على كل ماواجهتموه…”
خطت الصديقتان بعيدا وأخذت ( أحلام ) تنظر للخلف نحو ( مهند )…الذى لاحظ ذلك فإبتسم وهو يلوح بيديه مودعا, قبل أن يدخلا إلى السيارة وتدير ( هيام ) محركها فى سرعة لتبتعد عن المكان…
ابتسم ( مهند ) وهو ينظر إلى جثة الرجل الملقاة أرضا وهو يقول فى سخرية:
” يبدو أنى سأدين لك بالشكر أيها المهرب الحقير…”
قالها ونظر إلى بطاقة ( أحلام ) ودقق فى صورتها قبل أن يقول بإبتسامة حملت الكثير:
” أحلام…وهى حقا كالأحلام…..”
قالها وهو يلتقط هاتفه المحمول من جبيه ويضغط أزراره فى سرعة, وانتظر قليلا قبل أن يستمع إلى محدثه وقال:
” أحمد..اسمعنى الأن…أعرف ماحدث….حسنا استمع إلى ودعك من كل هذا…دون عندك رقمى البطاقة التاليين…..”
سرد له رقمى بطاقتى ( هيام ) و ( أحلام ) قبل أن يتابع:
” اتصل بقسم التحريات, نعم أريد بيانات كاملة عنهما…كل التفاصيل يا أحمد…وخصوصا الرقم الثانى…أريد التقرير كاملا…حسنا لا..سنناقش ذلك عندما أعود إلى القسم, مع السلامة ”
أنهى المكالمة وهو يعاود النظر إلى صورة ( أحلام ) قائلا:
” سنرى ماذا تحملين ورائك من أحلام يا ( أحلام )….”
قالها قبل أن ينظر إلى مشهد الغروب الذى كانت تتنظره أحلام…و الشمس وهى تغطى سطح البحر بنورها الأحمر فى طريقها للغروب…
الغروب…الذى شهد أسوأ زيارة للصديقتان للمكان…
وربما أخرها…
……………….

اترك رد