وردة..أمام باب مغلق…

وردة أمام باب مغلق - قصة قصيرة


انسابت الموسيقى الهادئة فى أركان غرفته..فتح عينيه لينظر إلى الورقة التى تحمل التاريخ أمامه للمرة الثالثة..نعم..إنه ذلك اليوم الذى لا يستطيع نسيانه أبدا..أغلق عينيه مرة أخرى..وترك الموسيقى الهادئة تنساب إلى داخله..وتنساب معها الذكريات…


تصاعدت الموسيقى المبهجة..أخذت تتلقى الهدايا واحدة تلو الأخرى وهى تحتضن صديقاتها وعائلتها وتملأ عينيها ابتسامة سعيدة مع الحب الذى تشعر به حولها و…تبدلت ملامحها فجأة..لا تعرف كيف أو لماذا تذكرته الأن..لكن صورته احتلت عقلها فجأة رغما عنها..لتفتح صفحة ذكريات كانت تعتقد أن النسيان طواها مع الأيام…
“هو..لماذا الأن و هذا اليوم بالذات…؟ “


” مجنون أنت حتى تتذكرها..لم تعودا حبيبين..لم يعد بإمكانك أن تطفأ الشموع بجوارها كما اعتدت..لن تستطيع أن تسألها عن أمنيتها مثل كل عام..كنتما أصدقاء..بعدها أحباء..رحل الحب..و لم تعد الصداقة..أفق ياقلب..كل هذا من أجل عيد ميلادها..؟!

تسللت من وسط الحفل لتتجه نحو باب شقتها..قبل أن تتوقف حائرة..” ماذا سأقول له…؟!”

حسم تردده ليفتح باب شقته فى بطئ..نظر إلى باب شقتها المواجه له..وهو يستمع إلى الموسيقى تتصاعد من خلفه..تحركت خطواته المترددة نحو بابها..” كيف…؟! “


دقت عقارب الساعة..نظر إلى الورقة البيضاء و التاريخ عليها مرة أخيرة..ابتسم قبل أن ينزعها و يضعها جانباً..عاد لمقعده و استسلم للموسيقى الهادئة مرة أخرى..وصفحة أخرى من الذكريات…


فتحت باب الشقة لتجد باب شقته يغلق لتوه..نظرت إلى الباب المغلق فى شرود..لفت نظرها ذلك اللون الأحمر أرضا..انحنت تلتقطها بعناية..
أخذت تلمس وريقاتها الندية..ابتسمت وهى تعاود النظر إلى الباب المغلق..قبل أن تخطوا إلى داخل البيت وهى تحمل أخر هدايا عيد ميلادها..وتغلق الباب…

……
……

3 تعليقات على “وردة..أمام باب مغلق…

اترك رد